تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
مواضيع ثابتة
اسماء الرياح وأنواعها
_______________________________________
اسماء أيام الأسبوع في الجاهلية
_______________________________________
سبب تسمية الاشهر الهجرية
-----------------------------------
شبكة العراب الاخبارية al3rab newsدخول
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
خدمة توصيل المعوقين مجاناً.. مبادرة نبيلة بلا دعم
صفحة 1 من اصل 1
خدمة توصيل المعوقين مجاناً.. مبادرة نبيلة بلا دعم
خدمة توصيل المعوقين مجاناً.. مبادرة نبيلة بلا دعم
ذوو الاحتياجات الخاصة أو المعوقون، هم
فئة من البشر اقتضت حكمة القدر أن يعيشوا حياتهم بنقص ما يجعل من مزاولة حياتهم
الطبيعية أمراً صعباً دون أن يكون مستحيلاً بالطبع، وهم بهذا الاعتبار يحتاجون من
بقية أفراد المجتمع إلى العديد من صور الدعم والتضامن معهم ومساعدتهم لا من دوافع
الشفقة، بل عبر تشجيعهم لمواصلة مشوار حياتهم بكل كفاءة واقتدار. ولعل من أهم
المجالات التي تحتاج إلى التضامن مع ذوي الاحتياجات الخاصة هو مجال الحركة والتنقل،
لاسيما في هذا الزمن الذي اتسم بالسرعة، وهم بهذا الاعتبار ربما كانوا في أشد
الحاجة إلى من يتفهم طبيعة حاجاتهم الخاصة. في هذا الصدد تأتي تجربة الشاب سامي
أحمد الغامدي الإنسانية نموذجا فريداً وغريبا للبعض، حين أقدم هذا الشاب على فكرة
مشروع صغير جداً وفي حدود إمكاناته الخاصة، منطلقا من إيمانه بالله، ورغبته في
الأجر، وحسه الإنساني الرفيع.
كانت البداية عندما وضع سامي عبارة إعلانية
غريبة "توصيل ذوي الاحتياجات الخاصة مجاناً" على سيارته مع رقم هاتفه الجوال قبل
ستة أشهر. وبعد أيام انهالت الطلبات على سامي وبدأ في العمل المتواصل. ولأن طبيعة
الفكرة في هذا الزمن تبدو مثالية جداً وغريبة، فضلاً عن صعوبة المواءمة بين مطالبها
وبين المطالب الحياتية الأخرى لاسيما وأن سامي متزوج، الأمر الذي دعاني إلى سؤاله
عن جدوى هذه المبادرة وعن كيفية المواءمة بين عمله التطوعي هذا وبين عمله من أجل
الكسب فأجابنا "التوفيق بيد الله ولهذا أجاهد للتوفيق بين عملي هذا وبين كسب لقمة
العيش. والحمد لله إن زوجتي تقف معي في هذا العمل، وتقوم بواجبها كاملاً أثناء
غيابي. كما أن الأهل يساندونني في هذا العمل الخيري الذي يحظى بتأييدهم ورضاهم.
وهذا ما يشجعني على مواصلة العمل الذي أحببته ووفقني الله فيه".
صداقات
أخوية
ولأن مثل هذه الأعمال الملفتة للنظر تنطوي على بعض التساؤلات، حتى من
بعض ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن تجربة (سامي) لم تكن تخلو من بعض المواقف والأسئلة
التي يتعرض لها من بعض المعوقين حين يواجه بسؤال أحدهم مستفسرا عن المقابل الذي
يطلبه من كل هذا. إلا أن سامي كان يرد بأسلوب يكشف للسائل والمعاق المعنى الإنساني
العميق والبالغ الحكمة حين يجيب "أقول لمن سأل. لو لم يكن لديك عائق وأمدك الله
بالصحة وكنت مكاني ألا تفعل ما فعلت أنا، إن لم يكن أكثر؟؟ وبخصوص انطباعات الناس
وفئات المجتمع سواء من الشباب أم من كبار السن فإن الاستحسان الذي يجده سامي هو ما
يحفزه للمواصلة في هذا المشروع الإنساني النبيل. فسامي لا يطلب إلا الدعاء له
ولوالديه ممن يقدم لهم هذه الخدمة أو من يشجعونه من أفراد المجتمع، وهو يرى في هذا
الدعاء ما يمكن أن يكون عوضا على خدماته التطوعية. على أن هناك من يستغرب من هذا
العمل الذي يقدمه الغامدي ويحسبه ضرباً من الجنون لاسيما من المراهقين، لكن إحساسه
بنوايا الخير في الناس هو ما يدفعه باستمرار إلى تحمل هذا العمل بجد ومثابرة. وعن
طبيعة العلاقات الإنسانية التي تنشأ عنها صداقات أخوية صافية يقول سامي "نعم.
صداقات اعتز بها جدا واعتبرها من أصدق الصداقات لدي.. كما أنني لا أتدخل بالسؤال في
كثير من تفاصيل حياة الذين يركبون معي من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأنا أقوم
بتوصيلهم دون أن أعرف طبيعة معاناتهم بالضرورة، وإن كان ذلك لا يمنعني من معرفة
أسمائهم أو سؤالهم عن حالتهم الصحية والدعاء لهم وكلهم بمثابة إخوة لي".
المساعدة في ركوب السيارة
وحول سؤالي له عن طبيعة
معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، وما إذا كانت هناك حلول لمشاكلهم حتى الآن؟ أجاب
سامي «نعم. فلقد كنت في كل مرة أقوم بإيصال أحدهم يقوم بحكاية قصة له عن معاناته
وما يتعرض له من استغلال من بعض الأجانب من سائقي الأجرة، إما برفع السعر أو بعدم
الوقوف له أو بالمضايقة أما بالكلام أو غيره ، ناهيك عن ما يحدث للأخوة المكفوفين
الذين يتعرضون لاستغلال بغيض وبشع من طرف بعض السائقين من أصحاب النفوس الضعيفة،
لاسيما في مسألة الحساب "فليس هناك علامات في الأوراق المالية على طريقة برايل توضع
بطريقة بارزة على النقود ليسهل على الكفيف التعرف عليها "وهذا الاستغلال يحدث
للرجال المكفوفين فما بالك بالنساء والأخوات المكفوفات».
إعاقه التفكير
لا الجسد
يتعرض سامي في عمله الفريد هذا للكثير من المواقف منها الطريف
ومنها الغريب. وبسؤاله عن أغرب موقف مر به، أجابنا "حين كنت ذاهباً مع أحد الإخوة
من ذوي الاحتياجات الخاصة، اتصل بي أحدهم هاتفيا وطلب مني تغيير عبارة "ذوي
الاحتياجات الخاصة" ووبخني بصورة عنيفة حين ظن أن تلك العبارة تعني فهماً سيئاً
تبادر إلى ذهنه. فشرحت له معناها وأخبرته أنها عبارة تعني المعوقين والمكفوفين، فما
كان منه إلا أن اعتذر لي وتأسف كثيرا ودعا لي بالتوفيق. ولقد قمت بعد ذلك بكتابة
عبارة " لسنا معوقين ، بل نتحدى الأعاقه بعقولنا، فكم من سليم بلا عقل "وكان لها
صدى طيب في نفوس الناس. فهناك من يجهل معنى الاسم العلمي لهؤلاء ويكتفي بكلمة معوق،
علماً أن المعوق هو من كان معوقاً في تفكيره لا معوقاً في جسده.
ولأن طبيعة
العمل الفردي في هذا المجال تبقى محدودة، لأن الفرد عادة لا يقوى على القيام بأعباء
الجماعة، فقد سألنا (سامي) عن إمكانية تطوير المشروع من عمل فردي إلى عمل جماعي
ومؤسساتي فقال: "نعم لقد فكرت جدياً بمحاولة التعاون مع بعض الجمعيات الخيرية أو
ذوي الأيادي البيضاء من أهل الخير. وذلك من أجل إنشاء مكتب مخصص لتوصيل ذوي
الاحتياجات الخاصة مجاناً اعتماداً على مبدأ التعاون ولكن!!!، هل الجمعيات التي
تنتظر الدعم هي التي سوف تقدم لي الدعم؟؟ فانا احتاج في بداية الأمر إلى الدعم
المادي حتى يبدأ المشروع، أما من ولاة الأمر في الدوله أو من أهل الخير، ومن ثم سوف
يقوم المشروع بعد ذلك على التعاون والاكتفاء الذاتي ويمكن شرح ذلك بالتفصيل لمن يود
المساعدة أو المساهمة في هذا المشروع، وبالرغم من وجود بعض المعوقات المتمثلة في
عدم وجود الدعم المادي بسهولة، الأمر الذي يضطرني إلى أن أقوم لوحدي بجهد متواضع في
النقل ودفع قيمة الوقود مع أقساط شهرية بحوالي 2200ريال للسيارة التي أستخدمها في
نقل الإخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ومتى ما وجدت الدعم فسوف أسعى إلى تطوير
المشروع فوراً". وحين سألته عما إذا كان قد تلقى اتصالاً من أحد رجال الأعمال أو من
فاعلي الخير ليسانده في دعم هذه الفكرة وتطويرها أجاب قائلاً "سبق وان تلقيت
اتصالات من بعض الاخوة والأخوات ولكنها كانت مكالمات تشد على يدي وتدعمني معنوياً،
أما الدعم المادي فلم يتيسر لهذا المشروع حتى الآن. ولكن ذلك لن يثنيني فأنا الآن
بصدد إنشاء موقع في الانترنت على حسابي الخاص لهذه الخدمة سوف يكون مزوداً
باستبيانات ومعلومات تكون متاحة لجميع الإخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكي نتمكن
من خلاله معرفة من يحتاج إلى تلك الخدمة فعلياً ومن لا يحتاج إليها، وإنشاء قاعدة
معلومات تساعد على العمل في هذا المشروع وحصر من يحتاج لهذه الخدمة حتى يكون العمل
مدروساً بشكل منظم يستفيد منه الجميع بإذن الله. وسوف يوضع بالموقع أرقام الحسابات
المخصصة لهذا المشروع لمن يود المساعدة أو التبرع لهذا العمل، وسوف يعلن عنه لاحقاً
"وبسؤاله أخيراً عن وجود دراسة جدوى مفصلة للمشروع قال سامي الغامدي "نعم لدي دراسه
مفصله لهذا المشروع وخطط مستقبلية لضمان استمرارية هذه الخدمه بعد ذلك، خصوصاً أن
هذا المشروع الأول من نوعه في المملكة. المشروع طبعاً غير ربحي لكنه فقط يحتاج إلى
رأسمال ثم يتواصل عبر التعاون والاكتفاء الذاتي، وبحيث يكون الدعم الخارجي من أجل
التطوير والمساندة فقط".
كان سامي يساعد أحدهم في الدخول إلى باب السيارة
مواصلاً مهنته النبيلة حيال هذه الفئة من أعضاء المجتمع، وفكرت كم ستكون مفيدة مثل
هذه المشاريع حين تتولى رعايتها مؤسسات المجتمع المدني وأهل الخير عبر هذه الشخصيات
التي تعرف معنى أن يكون الإنسان أخاً لأخيه الإنسان.
ذوو الاحتياجات الخاصة أو المعوقون، هم
فئة من البشر اقتضت حكمة القدر أن يعيشوا حياتهم بنقص ما يجعل من مزاولة حياتهم
الطبيعية أمراً صعباً دون أن يكون مستحيلاً بالطبع، وهم بهذا الاعتبار يحتاجون من
بقية أفراد المجتمع إلى العديد من صور الدعم والتضامن معهم ومساعدتهم لا من دوافع
الشفقة، بل عبر تشجيعهم لمواصلة مشوار حياتهم بكل كفاءة واقتدار. ولعل من أهم
المجالات التي تحتاج إلى التضامن مع ذوي الاحتياجات الخاصة هو مجال الحركة والتنقل،
لاسيما في هذا الزمن الذي اتسم بالسرعة، وهم بهذا الاعتبار ربما كانوا في أشد
الحاجة إلى من يتفهم طبيعة حاجاتهم الخاصة. في هذا الصدد تأتي تجربة الشاب سامي
أحمد الغامدي الإنسانية نموذجا فريداً وغريبا للبعض، حين أقدم هذا الشاب على فكرة
مشروع صغير جداً وفي حدود إمكاناته الخاصة، منطلقا من إيمانه بالله، ورغبته في
الأجر، وحسه الإنساني الرفيع.
كانت البداية عندما وضع سامي عبارة إعلانية
غريبة "توصيل ذوي الاحتياجات الخاصة مجاناً" على سيارته مع رقم هاتفه الجوال قبل
ستة أشهر. وبعد أيام انهالت الطلبات على سامي وبدأ في العمل المتواصل. ولأن طبيعة
الفكرة في هذا الزمن تبدو مثالية جداً وغريبة، فضلاً عن صعوبة المواءمة بين مطالبها
وبين المطالب الحياتية الأخرى لاسيما وأن سامي متزوج، الأمر الذي دعاني إلى سؤاله
عن جدوى هذه المبادرة وعن كيفية المواءمة بين عمله التطوعي هذا وبين عمله من أجل
الكسب فأجابنا "التوفيق بيد الله ولهذا أجاهد للتوفيق بين عملي هذا وبين كسب لقمة
العيش. والحمد لله إن زوجتي تقف معي في هذا العمل، وتقوم بواجبها كاملاً أثناء
غيابي. كما أن الأهل يساندونني في هذا العمل الخيري الذي يحظى بتأييدهم ورضاهم.
وهذا ما يشجعني على مواصلة العمل الذي أحببته ووفقني الله فيه".
صداقات
أخوية
ولأن مثل هذه الأعمال الملفتة للنظر تنطوي على بعض التساؤلات، حتى من
بعض ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن تجربة (سامي) لم تكن تخلو من بعض المواقف والأسئلة
التي يتعرض لها من بعض المعوقين حين يواجه بسؤال أحدهم مستفسرا عن المقابل الذي
يطلبه من كل هذا. إلا أن سامي كان يرد بأسلوب يكشف للسائل والمعاق المعنى الإنساني
العميق والبالغ الحكمة حين يجيب "أقول لمن سأل. لو لم يكن لديك عائق وأمدك الله
بالصحة وكنت مكاني ألا تفعل ما فعلت أنا، إن لم يكن أكثر؟؟ وبخصوص انطباعات الناس
وفئات المجتمع سواء من الشباب أم من كبار السن فإن الاستحسان الذي يجده سامي هو ما
يحفزه للمواصلة في هذا المشروع الإنساني النبيل. فسامي لا يطلب إلا الدعاء له
ولوالديه ممن يقدم لهم هذه الخدمة أو من يشجعونه من أفراد المجتمع، وهو يرى في هذا
الدعاء ما يمكن أن يكون عوضا على خدماته التطوعية. على أن هناك من يستغرب من هذا
العمل الذي يقدمه الغامدي ويحسبه ضرباً من الجنون لاسيما من المراهقين، لكن إحساسه
بنوايا الخير في الناس هو ما يدفعه باستمرار إلى تحمل هذا العمل بجد ومثابرة. وعن
طبيعة العلاقات الإنسانية التي تنشأ عنها صداقات أخوية صافية يقول سامي "نعم.
صداقات اعتز بها جدا واعتبرها من أصدق الصداقات لدي.. كما أنني لا أتدخل بالسؤال في
كثير من تفاصيل حياة الذين يركبون معي من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأنا أقوم
بتوصيلهم دون أن أعرف طبيعة معاناتهم بالضرورة، وإن كان ذلك لا يمنعني من معرفة
أسمائهم أو سؤالهم عن حالتهم الصحية والدعاء لهم وكلهم بمثابة إخوة لي".
المساعدة في ركوب السيارة
وحول سؤالي له عن طبيعة
معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، وما إذا كانت هناك حلول لمشاكلهم حتى الآن؟ أجاب
سامي «نعم. فلقد كنت في كل مرة أقوم بإيصال أحدهم يقوم بحكاية قصة له عن معاناته
وما يتعرض له من استغلال من بعض الأجانب من سائقي الأجرة، إما برفع السعر أو بعدم
الوقوف له أو بالمضايقة أما بالكلام أو غيره ، ناهيك عن ما يحدث للأخوة المكفوفين
الذين يتعرضون لاستغلال بغيض وبشع من طرف بعض السائقين من أصحاب النفوس الضعيفة،
لاسيما في مسألة الحساب "فليس هناك علامات في الأوراق المالية على طريقة برايل توضع
بطريقة بارزة على النقود ليسهل على الكفيف التعرف عليها "وهذا الاستغلال يحدث
للرجال المكفوفين فما بالك بالنساء والأخوات المكفوفات».
إعاقه التفكير
لا الجسد
يتعرض سامي في عمله الفريد هذا للكثير من المواقف منها الطريف
ومنها الغريب. وبسؤاله عن أغرب موقف مر به، أجابنا "حين كنت ذاهباً مع أحد الإخوة
من ذوي الاحتياجات الخاصة، اتصل بي أحدهم هاتفيا وطلب مني تغيير عبارة "ذوي
الاحتياجات الخاصة" ووبخني بصورة عنيفة حين ظن أن تلك العبارة تعني فهماً سيئاً
تبادر إلى ذهنه. فشرحت له معناها وأخبرته أنها عبارة تعني المعوقين والمكفوفين، فما
كان منه إلا أن اعتذر لي وتأسف كثيرا ودعا لي بالتوفيق. ولقد قمت بعد ذلك بكتابة
عبارة " لسنا معوقين ، بل نتحدى الأعاقه بعقولنا، فكم من سليم بلا عقل "وكان لها
صدى طيب في نفوس الناس. فهناك من يجهل معنى الاسم العلمي لهؤلاء ويكتفي بكلمة معوق،
علماً أن المعوق هو من كان معوقاً في تفكيره لا معوقاً في جسده.
ولأن طبيعة
العمل الفردي في هذا المجال تبقى محدودة، لأن الفرد عادة لا يقوى على القيام بأعباء
الجماعة، فقد سألنا (سامي) عن إمكانية تطوير المشروع من عمل فردي إلى عمل جماعي
ومؤسساتي فقال: "نعم لقد فكرت جدياً بمحاولة التعاون مع بعض الجمعيات الخيرية أو
ذوي الأيادي البيضاء من أهل الخير. وذلك من أجل إنشاء مكتب مخصص لتوصيل ذوي
الاحتياجات الخاصة مجاناً اعتماداً على مبدأ التعاون ولكن!!!، هل الجمعيات التي
تنتظر الدعم هي التي سوف تقدم لي الدعم؟؟ فانا احتاج في بداية الأمر إلى الدعم
المادي حتى يبدأ المشروع، أما من ولاة الأمر في الدوله أو من أهل الخير، ومن ثم سوف
يقوم المشروع بعد ذلك على التعاون والاكتفاء الذاتي ويمكن شرح ذلك بالتفصيل لمن يود
المساعدة أو المساهمة في هذا المشروع، وبالرغم من وجود بعض المعوقات المتمثلة في
عدم وجود الدعم المادي بسهولة، الأمر الذي يضطرني إلى أن أقوم لوحدي بجهد متواضع في
النقل ودفع قيمة الوقود مع أقساط شهرية بحوالي 2200ريال للسيارة التي أستخدمها في
نقل الإخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ومتى ما وجدت الدعم فسوف أسعى إلى تطوير
المشروع فوراً". وحين سألته عما إذا كان قد تلقى اتصالاً من أحد رجال الأعمال أو من
فاعلي الخير ليسانده في دعم هذه الفكرة وتطويرها أجاب قائلاً "سبق وان تلقيت
اتصالات من بعض الاخوة والأخوات ولكنها كانت مكالمات تشد على يدي وتدعمني معنوياً،
أما الدعم المادي فلم يتيسر لهذا المشروع حتى الآن. ولكن ذلك لن يثنيني فأنا الآن
بصدد إنشاء موقع في الانترنت على حسابي الخاص لهذه الخدمة سوف يكون مزوداً
باستبيانات ومعلومات تكون متاحة لجميع الإخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكي نتمكن
من خلاله معرفة من يحتاج إلى تلك الخدمة فعلياً ومن لا يحتاج إليها، وإنشاء قاعدة
معلومات تساعد على العمل في هذا المشروع وحصر من يحتاج لهذه الخدمة حتى يكون العمل
مدروساً بشكل منظم يستفيد منه الجميع بإذن الله. وسوف يوضع بالموقع أرقام الحسابات
المخصصة لهذا المشروع لمن يود المساعدة أو التبرع لهذا العمل، وسوف يعلن عنه لاحقاً
"وبسؤاله أخيراً عن وجود دراسة جدوى مفصلة للمشروع قال سامي الغامدي "نعم لدي دراسه
مفصله لهذا المشروع وخطط مستقبلية لضمان استمرارية هذه الخدمه بعد ذلك، خصوصاً أن
هذا المشروع الأول من نوعه في المملكة. المشروع طبعاً غير ربحي لكنه فقط يحتاج إلى
رأسمال ثم يتواصل عبر التعاون والاكتفاء الذاتي، وبحيث يكون الدعم الخارجي من أجل
التطوير والمساندة فقط".
كان سامي يساعد أحدهم في الدخول إلى باب السيارة
مواصلاً مهنته النبيلة حيال هذه الفئة من أعضاء المجتمع، وفكرت كم ستكون مفيدة مثل
هذه المشاريع حين تتولى رعايتها مؤسسات المجتمع المدني وأهل الخير عبر هذه الشخصيات
التي تعرف معنى أن يكون الإنسان أخاً لأخيه الإنسان.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى