آه يا مي

ويل عليّ منك يا مي
و ويل لي من بحور عينيك الدافئتين
فإن نظرت إلي اليوم سترينني كاسف البال محطّم الفؤاد
غصن تلوّى حتّى انكسر..
إن قابلتني اليوم يا مي
هل ستنصتين إلي
أم سنفترق كعاشقين صغيرين
يجترّان الصمت بعد ما قاسيا من آلام الهوى..
إن قابلتني
هل ستجلسين معي لنتجرّع الكأس المترعة بالنكبات..
أم ستبتسمين و تغادرين..
ويل عليّ منك يا مي
و من ثغرك الصغير الباسم
أأقبلُ من ناح غادرتِه توّا
و تجلسين على مقعد قد تركته للبحث عنك..
إن قابلتني هل ستذكرين الوعود و الأقوال
و العهد بأننا سنقف باقتدار
لنبني عالمنا الجبار
نكون فيه نحن الرقباء
أم سيضيع العهد بين الغبار..
هل ستنصتين لصمتي
و تغفري جرمي
أم أنّ جرحك أعمق..
هل ستباركني عيونك
أم أن الفراق ما زال يوجعك يا مي..
آه لمشتاق للذة الردى
و النوم في القبر محتفظاً بلمسة يديك بين كفّيه
إلى متى سنتحسس الأمل في الظلمات
إلى متى سأبقى أسيرا لك يا مي
إلى متى سأنتظر الإذن السماوي باللقاء
ويل لمن يعشق الذكرى
فذكراك يا مي أضنتني
فتعالي ضميني و أنصتي للآه
تعالي كلميني يا مي
فأنا هنا سارح في وجوه الناس
باشتياق لأرى وجهك يا مي..
يا مي أنصتي و اسمعي آهاتي تتصاعد في الليل
آه يا مي لو كنت تعرفين فتغفرين
آه يا مي لو أننا لم نفترق..
لكتبت اسمك بأشعة الشمس , و أسميتك الإله
لحكت ضوء القمر و زررته بالنجوم ليليق بك يا مي
هل ستقبلين العذر يا مي..
هل ستسامحين من يعشق الموت كُرمى لعينيك الساحرتين
أم سنبقى هائمين مبعثرين..
منهكين مثقلين..
هل تشتاقين و تعودين
أم ستصبرين بعيدا عن ظلمي و استبدادي..
أم أنتِ مثلي
بانتظار إذن سماوي ، تأملين
تبحثين و لا تجدين
عن قانون أبدي
يجمعنا بعيدا عن عيون المتطرفين المدققين..
أم ستنامي بعد أن تسكري بالهوى
مع شخص غيري ، غير حبيب
مع جليس دوني ، غير أنيس
آه يا مي
آه يا مي
لو كنت ترجعين..
لحررت العصافير و أطلقت الفراشات
و صدقت الكيمياء و امتهنت الحساب
و صرت ودودا مع الناس..
سأتغير يا مي فعودي
فاشهدي تحولي
لكن قبل عودي
..............
ويحك يا مي ألا تعودين
ألا ترجعين فتنجدي من غرق في شواطئك فتسامحيه
ويحك يا مي
ألا تسمعين!!
ألا تمدي يدك للجاثي تحت ركبتيك يا مي
آه من ظلمك يا مي..
آه كم أنت حلوة يا مي..
آه منك يا مي