الكلاب....

صحفي يتجول في حديقة عامة غي نيويورك وهو يحمل الكاميرا
يلتقط بين الحين والآخر لقطة ما
أصوات تأتيه من الخارج
يختلط فيها النباح بالصراخ
يركض الصحفي بكمرته الي جانب الحادث ويبدأ بالتصوير

تدخل سيدة ممزقة الملابس وعلى جسدها آثار خدوش ودماء.

الصحفي: يسرع اليها وهو يخرج آلة تسجيل صغيره الحمد للله على السلامه

( يدخل رجل وكل ما فيه يدل أنه خارج من معركه)

السيدة: (تسرع اليه وتحتضنه) لا أعرف كيف أشكرك

( الصحفي يصورهما وهما متعانقان)

السيده: للقد أرسلتك العناية الألاهية لكي تنقنذني من براثم ذالك الكلب

الرجل: يجب أن نسرع يا سيدتي يجب الوصول للمشفى . قد يكون الكلب مصابا بالكلب

السيده : معك حق هيا بنا

الصحفي : أين تذهب يا سيدي أنا صحفي وهذه القصه يجب تسجيلها فالصور وحدها لاتكفي

الرجل : دعني أنقذ السيده يجب ان ترى طبيبا

السيده : ( للصحفي) هاجمني الكلب وألقى بي على الأرض ولولا تدخل هذا الرجل الشهم لا أعرف مالذي كان قد يحدث

الرجل : دعها يا أخي ستحي لك بعد أن ترى الطبيب
( يدخل الحديث رجل آخر كان صاحب الكلب )

صاحب الكلب: أنا صاحب الكلب ( محرجا)
(يسارع الصحفي لتصويره)

صاحب الكلب : أنا جاهز لكل شيء لأي تعويض لان ارجوكي يا سيدتي وأنت ياسيدي لاحاجه للقضاء
السيده؟ ألم تحسب حساب الناس لما تركت كلبك شاردا

الصحفي : عليكي رفع دعوه قضائيه يا سيدتي

الرجل المنقذ: أنا لن أنتظر أكتر يا سيدتي هل ستأتين معي للطبيب ؟

السيده : أنني آتيه معك ولن أنتظر لحظة أخرى
الصحفي : وأنت يا سيدي ألا تريد رفع دعوه على صاحب الكلب

الرجل المنقذ: (يخاطب صاحب الكلب) أنت تأتي معنا الى المشفى فأذا لم تكن هناك أصابات مقلقه
لن نذكر ألا انك عابر سبيل وعند الخروج من المشفى تتوارى عن الأنظار

صاحب الكلب: يالك من رجل شهم

الصحفي : هذا يؤكد شهامتك أيها الرجل على أية حال نحن الآن بصدد قصة صحفيه مثيره
أنت أمريكيه يا سيدتي؟؟؟

السيده : نعم أنا من نيويورك

الصحفي : عظيم سيكون العنوان ( نيويوركي ينقذ نيويوركيه من براثم كلب )

السيده : جميل

الصحفي : وأنت يا سيدي ألم يعجبك العنوان ؟

الرجل : أعجبني لكني لست من نيويورك

الصحفي: لا يهم سنغيره : ( أمريكي ينقذ أمريكيه ...

الرجل : ( باسماً) ولست أمريكيا

الصحفي: لست أمريكيا ؟؟

الرجل : نعم انا أفغانستاني

الصحفي : أفغانستاني ؟؟ (للسيده) أفغانستاني وتعانقيه؟؟ هناك صوره ألتقطها وانت تعانقيه

السيده : ليس من الضروري أن تنشرها

الصحفي : طبعا لن أنشرها وسيكون العنوان ( مسلم متطرف ينقض على كلب مسكين في حديقة نيويورك ويقتله ضربا بعصا الغولف)

الرجل : أكتب ما تشاء يا سيدي وأنت يا سيدتي : ألن تذهبي للطبيب ؟؟؟

السيده : (متوتره) لا

الرجل : كما تشائين ... الحمدلله على سلامتك ... ويرحل

الصحفي: ( يلتفت الى صاحب الكلب) هل ستسكت؟

صاحب الكلب: مذا أفعل

الصحفي : تقيم عليه دعوه

السيده: طبعا لقد ضرب كلبك بقسوة شديده

صاحب الكلب : ألم يكن .... أقصد ألم تكوني....؟

السيده : لم يكن الكلب خطرا وكان من الممكن تدارك الأمر لكن هذا المتوحش أستغل الموقف فأنهال على الكلب ضربا
يجب أن يلاحقون هذا الرجل

الصحفي: طبعا . وقد تتوسع الحكايه وربما أكتشفو علاقه بين الرجل وبين أي تنظيم أرهابي...




. ............... الكاتب الكبير : ممدوح عدوان - من مجموعة المسرحيات القصيره ( الكلاب )





.................................................الوسام

لم يضطهدني الطغاة لرأي






ولم يأت خلفي الغزاة لأرض




ولم تجرح القلب في لوعة هجرة الأصدقاءْ




كنت خلف التوجع والدمع




في الخوف كنت... وكنت الشقاءْ






ولكي أتقرّب منك




لكي أتلمس نبضك




أو أتقرى ابتسامة عينيك




كابدت هذا العناءْ




فضحتني الدموع التي صبغت ذكرياتي




ودمعيَ غال






تعلمت كيف استوى الدمع بالدم




أعبد من سفح الدمع والدم كرمى لها




فضح الدمع حقدي




فلا عفو عمن أباحوا دمائي




ولا عفو عمن أباحوا البكاءْ






قلت:قلبيَ يقفز




ينذر بالشر




قلبي تعلق مرتعداً




عند أول هذا السواد




الذي يملأ الأفق

لك الشكر
ممدوح عدوان قامة ادبية وسياسية وهو الأديب والشاعر والناقد
هو من أذاب ثلوج الصيف المتراكمة في بقيا الزاكرة
وكغيرة من المبدعين يرحل بصمت تاركين لنا بطاقة
حب مجانية للبحث في مجاهل الطبيعة الأنسانية

والله مشكور يا معلم
عنجد حرام على هاد الافغاني فالكلب في المجتمعات الرقية له حقوق
ونحن طلابنا يستثمرون الحقوق
=========== ممدوح عدوان ==========
ممدوح عدوان : الشاعر ، الصحفي ، المترجم ، المسرحي ، السيناريست ، الروائي …

كل هذه المواهب ، والطاقة بلا حدود ، رحل بعد صراع مع المرض الخبيث ، بعد مقاومة عنيدة هي من سمات شخصيته العنيدة في الحق وحب الحياة واحترامها .

ممدوح عدوان الذي أغنى الحركة الثقافية العربية ، ابن الريف السوري ، الذي لمع في سماء دمشق وبات أحد نجومها المضيئة منذ وفد إليها للدراسة في جامعتها . انحاز دائماً لقضايا الأمّة ولحريّة الإنسان العربي وحقّه في الحياة الكريمة .

دائماً كان صوته لفلسطين ، انتمى إليها لا بحكم الولادة على ثراها ، ولكن بالوعي بما تمثّله في حياة الأمة ، ومصيرها ، ومستقبلها . في شعره ، ومقالاته ، وروايته الكبيرة ( أعدائي) ، ومسرحه ، ومداخلاته في الندوات والمؤتمرات ، كانت فلسطين حاضرة ، بارزة الحضور .

إننا ونحن نودّع ممدوح عدوان ، الصديق والأخ ورفيق الدرب ، نعلن أننا فخورون به ، وأن له في قلب فلسطين وشعبها مكانة يستحقها ، هو الذي كتب ذات يوم ( لو كنت فلسطينياً ) ،ومع ذلك فهو العربي الفلسطيني ، المثقف المبدع ، و( لو) لم تحل بينه وبين أن يكون المبدع المقاوم حامل راية فلسطين ، الموجوع دائماً بألمها ومعاناة شعبها .

ممدوح عدوان ظلّ يبدع حتى اللحظة الأخيرة من منازلته للمرض الخبيث ، هكذا ، كما أهله شعب فلسطين ، الذين اعتزّوا به ، ومحضوه حبّهم واحترامهم .

إننا وبكل الاعتزاز نعتبر ممدوح عدوان المبدع العربي السوري الكبير واحداً من أخلص أدباء ( فلسطين ) القضيّة وأكثرهم عطاءً . سيبقى ممدوح عدوان طاقة كبيرة حاضرة شاحذة للهمم ، بما أبقاه من إبداعات .

ممدوح عدوان قدّم أمثولة في مقاومة المرض الذي دهم حياته في عّز عطائه ، كما قاوم أمراض الجهل ، والتخلّف ، والاستبداد في الحياة العربية …

نعتز به مثقفاً شجاعاً عنيداً

ونعلن باسم تجمع الأدباء والكتّاب الفلسطينيين منحه عضوية الشرف ، ليكون معنا دائماً نحن المؤمنين بفلسطين ، ووحدة الأمّة ، وبأن الإنسان ولد ليعيش حرّاً سيداً …

المجد للشعر ، للإبداع يعلي من شأن الحياة والإنسان لروحك الرحمة أيها الأخ والصديق ممدوح عدوان الأربعاء 22/12/2004