شبكة العراب ابن العرندس
في ظل المتاهات التي تخيم على الشبكات
نتمنى أن نكون طريقكم ألى ما ينفعكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة العراب ابن العرندس
في ظل المتاهات التي تخيم على الشبكات
نتمنى أن نكون طريقكم ألى ما ينفعكم
شبكة العراب ابن العرندس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط شبكة العراب ابن العرندس على موقع حفض الصفحات

مواضيع ثابتة
اسماء الرياح وأنواعها _______________________________________ اسماء أيام الأسبوع في الجاهلية _______________________________________ سبب تسمية الاشهر الهجرية ----------------------------------- شبكة العراب الاخبارية al3rab news

دخول

لقد نسيت كلمة السر

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


فـكرة .. فـابتسامة (مجموعة مقالات أدبية)

اذهب الى الأسفل

ثثثثث فـكرة .. فـابتسامة (مجموعة مقالات أدبية)

مُساهمة من طرف العراب ابن العرندس 2010-02-17, 6:34 pm

فكرة فابتسامة
مجموعة مقالات أدبية
لـ
يحيى حقي
أنا خَرْمان
هذه المخلوقة الضيئلة الحقيرة التي لولا ضعف الإنسان وحماقته لما قامت لها
سوق رائجة تتعزز فيها وتتبغدد علينا، هذه الدودة الغليظة، المفرومة
المصارين، المحشوة خبثاً، تتلفع بطرحة بيضاء وفي قلبها أختل السموم، هذه
الطاهرة وهي جثة، تصيح نجاسة عفنة تلوث كل شيء تلمسه إذا دبت فيها الروح،
وروحها من نار جهنم، هذه السيجارة ماذا فعلت بأناس هم مع الأسف ولسوء الحظ
كرام أهل حياء، فإذا بحصن حياتهم المنيع لا ينهدم إلا أمام سحرها.. أعرف
موظفين لهم رغم ضآلة مرتباتهم يد عفيفة، تقطع ولا ترتشي، ومع ذلك يغضون
البصر وأنت تترك على مكاتبهم علبة السجائر كأنك نسيتها، لو دفعت لهم ثمنها
لبصقوا في وجهك، أحس وأنا أوليهم ظهري بغصة مريرة طالعة نازلة كالمصعد بين
حلوقهم وقلوبهم وهم يلعنون في سرهم هذه السيجارة التي أذلتهم ويلعنون معها
شاربها.. الذي هو أنا وهذا الصديق الحصيف المتزن، صاحب الرأي الثاقب يعطيك
الجواب القاطع الفاصل إذا استشرته ماذا تفعل بزوجتك حين تنكد عليك، أو كيف
تدبر أمرك وممن تقترض إذا هل آخر الشهر أو موعد قسط المدارس، ومن هو أمهر
وأرخص ترزي يقبل التفصيل بالتقسيط والقماش من عنده، ومن أين تشتري خزين
المسلى من منوف أم من ميدان المحطة، هذا الصديق الذي يحل هذه المشكلات
العويصة كلها ينبهم عليه الرأي وتركبه الحيرة وأنت تعزم عليه بسيجارة
فيقول لك وحمرة الخجل تجلل وجهه: أنه لا يدخن عادة (المعنى أنه لا يشتري
السجائر) وإنما يدخن أحياناً وينطق لك بكلمة أحياناً على نحو تفهم منه أن
هذه الأحيان لا تشملك، فيتعلق أملك بهذا الشك وبأن القرعة قد تأتي على
غيرك ولكن من قبل أن تبلع ريقك وتطمئن على أن مقطوعيتك من السجائر في يومك
لن تنقص وأنك ستنام بدون تقلب طويل على الجنبين، تدرك فجأة أن الطوبة جاءت
في المعطوبة، إذ سرعان ما يضيف هذا الصديق بلهجة كلها ود واعزاز، ويده
تمتد بحياء، تمسك عرقها بجهد جهيد، قائلاً إنه اكراماً لك، سيقبل منك
سيجارتك هذه المرة (والمعنى أنني لن آخذ غيرها الآن فاطمئن وليس من
الضروري كما سمعت أن آخذ سيجارة غداً، فتشجع واعزم بها عليّ ولا تخف).

يظن أنني سأنسى الحديث الشريف: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".
تقول في سرك وأنت تتعجب: كيف يكون في سلب سيجارتي إكرام لي؟ الله الغني عن هذا الإكرام..
ثم يمتد الحديث ويحلو فأستنيم وأعزم عليه بسيجارة أخرى، فيطيل معي الجدل
في القبول والرفض، ثم ينسى المفهوم الصريح لملفوف كلامه ويأخذ هذه
السيجارة الثانية، وحجته أن الجدل المتعب لن ينتهي إلا بهذه التضحية من
جانبه..
وإنما هو والشهادة لله لا يزيد قط على السيجارتين، ومهما حاولت إرغامه على
شرب ثالثة، فإنه يرفض بلهجة تسترحمك كأنها تقول لك: امسك علي بقية حيائي.
وأرقب هذا الصديق، فإذا به يفعل مع غيري مثل ما يفعله معي، كأنه مكلف
بتوزيع إكرامه بهبالة على كل من يعزم عليه بسيجارة، وتكون النتيجة أن عدد
السجاير التي يستهلكها هذا الصديق الذي لا يدخن عادة يزيد على عدد سج****انذار******
مدخن مزمن انخرب بيته مثلي.
أحس أن هذا الصديق الكريم.. صاحب الحياء الأصيل يكره نفسه إذا آوى لفراشه،
وزاد سعاله من خلط، بين البيلمونت والبحاري والمانوسيان، إنه يقسم أنه لن
يمد يده من بعد إلى سيجارة سفلقة ولو من أعز الحبايب.. لكن ابق قابلني..
هذا تكتيك شائع، لعلك تعرفه أنت أيضاً، وهناك تكتيك آخر: هو عكس التكتيك
السابق على طول الخط ومع ذلك ليس بالأقل منه نجاحاً، أستاذ هذا التكتيك
صديق آخر يفوق صديقنا الأول في حيائه، أدخل عليه في مكتبه، فلا أكاد أجلس
حتى يخرج من جيبه، أو من درج مكتبه علبة سج****انذار****** صغيرة، ويمدها نحو صدري،
يحلف علي أن لا بد أن أشرب من عنده سيجارة، ثم يفتح العلبة فلا أجد فيها
إلا سيجارتين وليس غير، يعطيني واحدة بفرح شديد ويأخذ واحدة.. تقول له "خل
عنك، ليس عندك سجائر" فيقسم لك أنه أرسل في شراء علبة، وإنها في الطريق،
ونفرغ من شرب السيجارة في غمضة عين، ويطول الحديث ويحلو، فأخرج علبتي
وأعزم عليه بسيجارة، فيأخذها أخذ عزيز مقتدر، فهذه واحدة بواحدة.. فلا فضل
لأحد على الآخر، ولكني أنظر إليه وأنا أعزم عليه بعد فترة بسيجارة أخرى،
يأخذها أيضاً باطمئنان، ما دامت علبته الجديدة ستهل علينا من قريب، وهذا
شأنه مع الثالثة والرابعة والخامسة، تفرغ علبتك أو تكاد وتقوم. وعلبته هو
لا تزال في علم الغيب..!

أنا واثق أنه يفعل هذا مع كل زواره، حتى كدت أظن- وبعض الظن إثم- أنه
يشتري سجائره فرطا، ويعد لكل زائر علبة بها صنارتان اثنتان.. وأعلم علم
اليقين أن هذا الصندوق لا ينام الليل من شدة كربه، وخجله من عجزه عن سداد
ديونه، لعل هذا الإرهاق النفسي هو مرد تكتيكه العجيب في شرب السجائر.
ولي صديق آخر، أقول لك فوراً وبافتخار أنه من الأثرياء حتى لا تظن أن جميع
أصدقائي غلابة فقراء، ما طلبت منه قرضاً فكسفني، يدعوني مراراً للغداء
والعشاء، ولكنه يعاملني أحياناً معاملة لا أدري هل تجعلني أزعل منه أم لا
أزعل، إنه يعلم أنني من كبار المدخنين، ويرى نوع سجائري، هي لا ترمو ولا
بريمويل سكوندو، إذا قدمت له سيجارة رفضها بتأفف لا مجاملة فيه، ثم بعد
هنيهة يخرج هو من جيبه علبة سجائر لاكي سترايك يضغطها في قبضة يده ضغط
كماشة حتى يكاد يفعصها أو يعصرها، ويميل ثقبها نحوي بتردد شديد وبزاوية
أقل من 1 بالمية، يده تتقدم وتتأخر، وجفونه ترمش، هي حركة من يريد أن يشعل
بعود ثقاب وابور بريموس انطفأ وزمجر وانعقد دخانه، كأنه يقول:
"استذوق.. لك سجائرك ولي سجائري" عجيبة هذا الرجل.. تهون عليه غدوة أو
عشوة ولا تهون سيجارة واحدة.. أكاد أحياناً كثيرة أهم بمد يدي لأنتزع
سيجارة من الكماشة، لإغاظته من ناحية، ولرده من ناحية أخرى إلى أصل معدنه
في الكرم والإنسانية والذوق، ولكن عجبي من مسلكه يشل يدي.
أظرف من هؤلاء الناس جميعاً. صديق صريح كل الصراحة، انه يكره النفاق واللف
والدوران، لذلك عقد معي اتفاق جنتلمان تعهد فيه بألا يأخذ مني في اليوم
الواحد إلا سيجارة واحدة لا مفر منها ولكن لا ثانية لها، فأراحني مسلكه كل
الراحة، وخلص لقاؤنا وحديثنا من كل حرج أو مؤامرة، وأشهد أنه يحترم هذا
الاتفاق بدقة وأمانة، ولا ينكر أنه عقد اتفاقات مماثلة مع عدد من بقية
أصدقائه، إنه يذكرني بمحمد علي.. حين نزع من لحية الدفتردار، وهو يجالسه
شعرة واحدة، ثم أتبعها بعد هنيهة بشعرة واحدة أخرى، تعجب الرجل المنتوف
اللحية في سره من مسلك الباشا، وظنه نوعا جديدا من نزواته في الممازحة
ورفع الكلفة، نوع سخيف، ولكن لا ضرر منه.. وليس من وراءه عذاب، فإذا
بالباشا يقبض على لحية الدفتردار فجأة ويشدها بعنف، فصرخ الرجل صراخا
عاليا من شدة الألم، فابتسم محمد علي وقال له:"هكذا يكون تحصيل الضرائب
واحده.. واحده..".
لهفي على هؤلاء الضحايا جميعا، على بيوت كثيرة يسودها النكد من لوم الزوجة
لرجلها أنه يصرف ثلث مرتبه في شرب الدخان، فيقول لها انه يفعل هذا من شدة
ضيقه بلومها.. من أي طرف تنحل هذه الحلقة المفرغة..
لهفي على باعة الصحف، تبرز عظام صدورهم من فتحة جلابية لا تتغير شتاء
وصيفا، تتقد في عيونهم نظرة متحفزة، كنظرة الوحش الضاري، يلوذون جماعات..
جماعات بفنار تختبئ فتيلته دون هبابها داخل جراب علبة سجائر فوق لمبة
سهاري في كشك بائع سجائر، في رأسهم حساب لا ينقطع، فإذا تبين لهم أن
مكسبهم قد بلغ ثمن سيجارة واحدة لم يذهبوا لشراء رغيف بل جروا جريا لشراء
سيجارة واحدة فرطا من عند الفنار حينئذ تنعقد البلاهة والخدر على
أجفانهم.. ولكن إلى حين..
عجبي لهذا الأفندي الذي يندس بيننا في أوتوبيس.. كعلبة السردين إذا أقمتها
على حافتها، في يده سيجارة مشتعلة.. يظل يرفعها فوق الرءوس ويهبط بها إلى
الركب، وفمه يلاحقها يلتمس قبلتها وهو غير عابئ بغيظنا ولا بخوفنا من
الذهاب بسببه إلى الرفا..
عجبي لنسوة شريفات في بلاد احتلها العدو في أوربا، تحملن الجوع بإباء
وشمم، ورفضن مد اليد من أجل لقمة، ثم فرطن في عرضهن من أجل سيجارة واحدة
من يد العدو.
عجبي لكمساري يتركنا نتقلى في عز الشمس.. وهو يزاحم الزباين أمام بائع
سجائر مشككاتي ليخطف منه سيجارة هي السر الباتع في جريان ريق زمارته بعد
جفاف، يتنازل للسائق مكرها عن شفطة أو شفطتين سدادا لدين سابق محسوب بعدد
الأنفاس..
كل هذا من أجل شيء دخل حياتنا وسيطر علينا، يكفي للدلالة على سلطانه أن اسمه أصبح رمزاً لأجر القواد، وتحليلاً للرشوة: حق الدخان..
رابط الكتاب
العراب ابن العرندس
العراب ابن العرندس
Admin
Admin

عدد الرسائل : 981
العراب ابن العرندس :
فـكرة .. فـابتسامة (مجموعة مقالات أدبية) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100فـكرة .. فـابتسامة (مجموعة مقالات أدبية) Right_bar_bleue

عدد رسائل sms : 3
نقاط : 3423
تاريخ التسجيل : 08/02/2008

https://wasim.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى