لا..أهديها..الى ..المتوسط..

.....
هو الزئبق العربيّ
هو المتوسط,
والمتورط,
واللولبيّ.

هوالبين بين .
هو الصفقات
هو التباطيء والمتواطيء في كل حينْ
هو المتزبزب نحو اليمينِ
و نحو اليمين.

وأنتِ الخيول الأصيلة،
لا فارسَ يحفظ الودَّ
لا عاشق جدَّ الا أستبدَّ

أدخلي كالشوارع فينا
قفي كالموانع فينا
تزكرت نهراً بكى
فأنحنت ضفتاه

تزكرت شَعراً يسرجني
لا يسرجني...
لا يظللني...
لا أنام عليه...

تروَّض حتى السكاكين في جسدي
أنتِ متعبةٌ ...
أنتِ متعبةٌ ...
أنتِ خارجة من يدي
أنتِ خارج من دم طازجٍ
يستفزُّ التراب جزوري
فتنهض بي أمة تستفيض
على دمها

صحتُ يا أيها المتوسط
لم بيق ما بيننا غيرنا
أنتَ والسهل والنار والفقراءْ

ويا أيها المتوسط
لم يبق لي ما أخاف عليه
ولي أصدقاء كثيرون
لا يغفرون

وللأرض أن تخرج الأن أحياءها
للبنادق أن تحكم الحرب ما بيننا

ولنا أن نريدْ.
لقد بلغ السيلُ...
بلَّغتُ الفاً تباعاً
لقد بلغ السيل...
والريح جدُّ مواتية لانسحابكَ
والريح جدَّ مواتية
لا أمتحان جديد.

يلجُّ بنا وجع لايروَّض
فوَّضتُ أمري
الى وردة تنتقي لغمها بهدوء...
وفوّضت صمتي الى قبلة أشتهيها
الى صرخة أرتديها
فتملأ عبواتها

من تراب يباشره مطر قرويّ
وفوّضتُ مستقبلاً حاسماً للصغار.

هي البيدُ
أصعب من طعنة لا أراها
هي الآن قهر وجهر وماءْ.

هي الآن جلجلة نرتقيها
ولا يرتقيها النبيِّون.

فحيَّ على أمة لا تموت
وحيَّ على أمةٍ
بُدُّها هكذا
بُدُّها أن تكون.