مقتطف جميل من ...لغز ...عشتار انظروا جماله

من طرف ابوالمجد 2010-05-09, 2:11 am

لقد كانت سيطرة المرأة على الحياة الدينبة سيطرة عالم يموج بالأسرار والخفايا فالى جانب المستوى الطبيعي للديانة العشتارية ,الذي تعطي عشتار عنده ثمار الأرض ,وخيرات الطبيعة ,هناك المستوى السراني الذي تعطي عنده الأم القمرية ,راعية الليل ,ثمار الروح .في المستوى الأول هي القمح تهب أهل الظاهر قوت يومهم ,وفي المستوى الثاني هي أمالخمر التي تهب أهل الباطن قوت قلوبهم ,وتفتح بصائرهم على حكمة الليل.
فعند الخمر والمستحضرات المخدرة المستخلصة من النبتات ينقلب الطبيعي والمادي الى روحاني علوي ,وتضع عشتار سرها كسيدة لعالم الضوء وعالم العتم في آن معا,عالم الطبيعة وعالم الروح .كشفت سرها للمرأة في مراحل الحضارة البشرية الأولى عندما كانت المرأة تخزن الثمار وتبحث عن الجزور والأعشاب ,وتم على يديها لأول مرة تحويل نتاج الأرض الى وسط ناقل الى مستويات الروح.ففي نشوة الخمر وتهويم المخدر ,نموذج لكل ما ستنتزعه المرأة من أعماق الظلام ,من شعر وفن وعرفان والهام ومعراج واستنارة.ولكن انطلاق الروحاني من المادي ليس قطيعه من الطبيعه وذوباناً في نيرفانا الهية تنكر كل رابط ارضي لأن روحانية المرأة على عمس الرجل تنطلق من المادي وتبقى مخلصة له .أن كل تصعيد لديها يبدأ من حركة الجسد الدينامي لا من حركة الذهن والعقل التاملي البارد وكل ارتقاء نحو الأعلى يبدأ في نزول نحو عتمة النفس ,عن طريق الرقص والموسيقى والمسكر والمخدر والجنس .
ففي البدء لم يخرج الكون من لجة العماء بواسطة العقل بل بحركةالجسد وعشتار لم تخلق مظاهر الطبيعه بكلمتها بل بتحول جسدها التي نشأت عنه السموات والأرض ان حركة الطبيعه جسد الأم الكبرى لتستوعبها حركة الجسد الأنساني لا سكونية العقل وما يقوم به دراويش المتصوفه من المسلمين اليوم من رقص دوراني على ايقاع الموسبقى ليصلنا بالتصوف العشتاري القديم حيث يستنير الجسد بأنوار الرحمن وهو في ذروة أفراحه الأرضية.